کد مطلب:39900 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:291
وذكر ابن مندة: إنّه كان شدید الاُدمة، ظاهر السمرة، كثیر الشعر، عریض اللحیة ثقیل [2] العینین عظیمهما، ذا بطن وهو إلی القصر أقرب [3] . وزاد محمّد بن حبیب البغدادی صاحب الكنز (المحبر) الكبیر فی صفاته، أنه أدم اللون، حسن الوجه، ضخم الكرادیس، أنزع [4] بطین [5] . وممّا رواه الغر[6] المحدّث فی صفته وذلك عند سؤال بدر الدین (یوسف بن)لؤلؤ صاحب الموصل له عند صفته له فقال: كان ربعة من الرجال، أدعج العینین، حَسن الوجه كأنه القمر لیلة البدر حُسناً، ضخم البطن، عریض المنكبین، شثن الكفّین، كأنّ عنقه إبریق فضّة، أصلع كثّ اللحیة، له شاش كشاش السبع الضاری لا یتبیّن عضده من ساعده وقد اُدمجت إدماجاً[7] . قال معاویة لضرار بن ضمرة[8] : صف لی علیّاً، فقال: اعفنی، فقال: (لابدّ أن تصفه)أقسمت علیك لتصفنّه (لی)، قال: أمّا إذا كان لابدّ فإنّه واللَّه كان بعید المدی شدید القوی، یقول فصلاً ویحكم عدلاً، یتفجّر العلم من جوانبه وتنطق الحكمةمن نواحیه [9] ، یستوحش من الدنیا وزهرتها ویأنس باللیل ووحشته، وكان غزیر العبرة[10] طویل الفكرة، (یقلّب كفّه ویخاطب نفسه ویناجی ربّه)یعجبه من اللباس ما خشن ومن الطعام ما جشب، وكان فینا كأحدنا، یجیبنا إذا سألناه ویأتینا إذا دعوناه، ونحن واللَّه مع تقریبه [11] لنا وقربه منّا لا نكاد نكلّمه هیبةً له، ویعظّم أهل الدین ویقرّب المساكین، ولا یطمع القویّ فی باطله ولا ییأس الضعیف من عدله. وأشهد[12] لقد رأیته فی بعض مواقفه، وقد أرخی اللیل سدوله وغارت نجومه (وهو قائم فی محرابه)قابضاً علی لحیته یتململ تململ السلیم ویبكی بكاء الحزین، ویقول: یا دنیا غرّی غیری، أبی [13] تعرّضت أم إلیَّ تشوّقت، هیهات هیهات طلّقتك [14] ثلاثاً لارجعة فیها، فعمرك قصیر وخطرك كثیر[15] وعیشك حقیر. آه من قلّة الزاد وبُعد السفر ووحشة الطریق. فبكی معاویة وقال: رحم اللَّه أبا الحسن، لقد كان واللَّه كذلك، فكیف [16] حزنك علیه یا ضرار؟ فقال: حزن من ذُبح ولدها فی حِجرها، فهی لا یرقی دمعها[17] ولا یخفی فجعها[18] [19] . وسأل معاویة خالد بن معمر[20] فقال له: علام أحببت علیّاً؟ فقال: علی ثلاث خصال: علی حلمه إذا غضب، وعلی صدقه إذا قال، وعلی عدله إذا حكم [21] . ونقل عن سودة بنت عمارة الهمدانیة[22] رحمهما اللَّه أنها قدِمت علی معاویة بعد موت علیّ علیه السلام [23] فجعل معاویة یؤنّبها علی تحریضها علیه فی أ یّام قتال صفین. ثمّ إنّه قال لها: ماحاجتك؟ فقالت: إنّ اللَّه تعالی مسائلك عن أمرنا وما افترض [24] علیك من حقّنا وما فوض إلیك من أمرنا، ولا یزال یقدِم علینا من قبلك من یسمو[25] بمقامك [26] ویبطش بسلطانك، فیحصدنا حصد السنبل، ویدوسنا دوس الحرمل [27] ، یسومنا الخسف ویذیقنا الحتف، هذا بسر بن أرطاة قد قدِم علینا فقتل رجالنا[28] وأخذ أموالنا[29] ولولا الطاعة لكان فینا عزّ ومنعة، فإن [30] عزلته عنّا شكرناك، وإلّا فإلی اللَّه شكوناك. فقال معاویة: إیّای تعنین ولی تهدّدین؟ لقد هممت یاسودة أن أحملك علی قتب أشوس [31] فأردّك إلیه فَینُفِّذ حكمه فیك، فأطرقت ثمّ أنشأت تقول (هذه الأبیات): صلّی الإله علی جسم تضمّنه قد حالف الحقّ لا یبغی به بدلاً فقال معاویة: من هذا[33] یا سودة، فقالت: هذا واللَّه أمیر المؤمنین علیّ بن أبی طالب علیه السلام قال: وما صنع بك حتّی صار عندك كذلك؟ قالت: لقد جئته [34] فی رجل كان قد ولّاه صدقاتنا[35] فجار علینا فصادفته قائماً یرید صلاة فلما رآنی انفتل ثمّ أقبل علیَّ بوجه طلقٍ ورحمةٍ ورفق وقال: ألكِ [36] حاجة؟ فقلت: نعم، وأخبرته بالأمر فبكی، ثمّ قال: اللّهمّ أنت الشاهد[37] أنی لم آمرهم بظلم خلقك، ولا بترك حقّك. ثمّ أخرج من جیبه قطعة جلد وكتب فیها: بسم اللَّه الرحمن الرحیم (قَدْ جَآءَتْكُم بَیِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَوْفُواْ الْكَیْلَ وَالْمِیزَانَ وَلَا تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْیَآءَهُمْ وَ لَا تُفْسِدُواْ فِی %الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَ لِكُمْ خَیْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِینَ)[38] وإذا قرأت كتابی هذا فاحتفظ بما فی یدك من عملك حتّی یقدِم علیك من یقبضه (منك)والسلام. ثمّ دفع إلیَّ الرقعة فجئتُ بالرقعة إلی صاحبه فانصرف عنّا معزولاً. فقال (معاویة): اكتبوا لها بما ترید واصرفوها إلی بلدها غیر شاكیة. فقالت: ألی خاصّة أم لقومی عامّة؟ قال: وما أنتِ وغیرك؟ قالت: هی واللَّه إذاً الفحشاء واللؤم إن لم یكن عدلاً شاملاً، وإلّا أنا كسائر قومی. قال: هیهات، لمظكم ابن أبی طالب الجرأة وغرّكم قوله: فلو كنت بوّاباً علی باب جنّة
قال الخطیب أبو المؤید الخوارزمی عن أبی إسحاق: لقد رأیت علیّاً علیه السلام أبیض الرأس واللحیة، ضخم البطن، ربعة من الرجال [1] .
قبرٌ فأصبح فیه العدل مدفونا
فصار بالحقّ والإیمان مقروناً[32] .
لقلت لهمدان ادخلوا بسلام[39] .
واُنظر فی ظلال شرح النهج: رقم 75، وشرح النهج للعلاّمة الخوئی: 73، وشرح النهج لمحمّد عبده: 77، وشرح النهج لملّا فتح اللَّه: 72، وشرح النهج لملّا صالح: 74، وشرح النهج لابن میثم: 69 لتجد بعض الاختلاف البسیط. وانظر كذلك كشف الیقین: 116، إرشاد الدیلمی: 2 / 218، إحقاق الحقّ: 8 / 598، البحار: 41 / 14- 15 نقلاً عن أمالی الصدوق. واختلفوا أیضاً فی ضرار بن حمزة أو حمرة واختلفوا أیضاً الضبابی أو الضبائی أو الصدائی أو الصدی كما فی ینابیع المودّة: 2 / 188 ط اُسوة فراجع المصادر السابقة، والصحیح هو الضبابی. ومعاویة أیضاً سأل عدیّ بن حاتم الطائی فأجاب مثل جواب ضرار مع اختلاف بعض الألفاظ، وقال له اخیراً: كیف صبرك عنه؟ قال: كصبر من ذُبح وَلدها فی حجرها، فهی لا ترقأ دمعها ولاتسكن عبرتها. قال: فكیف ذكرك له؟ قال: هل یتركنی الدهر أن أنساه؟ طلّق الدنیا ثلاثاً إنها زوجة سوء انظر هذا فی المناقب لابن شهرآشوب: 2 / 103، وسفینة البحار: 2 / 170 مادّة «عدی» وذخائر العقبی : 100، المحاسن والمساوئ للبیهقی: 2 / 72، مصادر نهج البلاغة: 264، قصة ضرار بن حمزة فی كنز الفوائد: 2 / 160 للشیخ الكراجكی الطرابلسی تحقیق الشیخ عبداللَّه نعمة، دار الأضواء بیروت، وذكر «الكندی» خلافاً للمصادر السابقة الذكر مع إختلاف یسیر فی بعض الألفاظ، وكذلك فی الفضائل الخمسة: 3 / 27 لكنه ذكر «الكنانی» نقلاً عن حلیة الأولیاء: 1 / 84، وانظر الریاض النضرة: 2 / 12. فلمّا ورد علیه الكتاب، بعث إلی حجر بن عدیّ، وعدیّ بن حاتم الطائی، وعمرو بن الحمق الخزاعی، وهانی بن عروة المرادی، وعامر بن واثلة الكنانی... وكتب إلی خلیفته بالبصرة: أوفِد الیَّ الأحنف بن قیس، وصعصعة بن صوحان، وحارثة بن قدامة السعدیّ، وخالد بن معمر السدوسی، وشریك بن الأعور، فلمّا قدموا علیه أشخصهم جمیعاً إلی معاویة، فلمّا قدموا علی معاویة حجبهم یومهم ولیلتهم، وبعث إلی رؤوساء الشام، فلمّا جاؤوا وأخذوا مجالسهم قال معاویة لصاحب إذنه: أدخل علیَّ حجر بن عدیّ... ثمّ اُدخل علیه عمرو بن الحمق الخزاعی... ثمّ اُدخل علیه عدیّ بن حاتم الطائی... ثمّ اُدخل علیه عامر بن واثلة... ثمّ اُدخل علیه هانی بن عروة المرادی... ثمّ اُدخل علیه صعصعة بن صوحان... ثمّ اُدخل علیه خالدبن معمر السدوسی، فلمّا دخل قال له معاویة: یا خالد، لقد رأیتكَ تضرب أهل الشام بسیفك علی فرسك الملهوف؟ فقال خالد:- یا معاویة- واللَّه ما ندمتُ علی ما كان منّی، ولازلت علی عزیمتی أثنی، ومع ذلك إنّی عند نفسی مقصّر واللَّه المستعان والمدبّر. فقال له معاویة: ما علمت- یا خالد- ما نذرت عند قدومك فی قومك؟ قال: لا، فقال: نذرتُ أن أنذر مقاتلهم، وأسبی نساءهم، ثمّ اُفرّق بین الاُمّهات والأولاد فیبایعون، فقال خالد: وماتدری ماقلت فی ذلك؟ قال: لا، قال: فاسمعه منّی، فأنشأ یقول: یروم ابن هند نذره من نسائنا قال معاویة لصاحب إذنه: أخرجه عنّی. وله موقف آخر ومعه الأعور الشنی مع معاویة وفیها أنشد شعراً فانظر ذلك فی الفتوح لابن أعثم: 2 / 52 و 53، و تاریخ دمشق: 5 / 89، ووقعة صفین: 294. شَمِّر كفعل أبیك یا ابن عُمارة وانصر علیّاً والحسین ورهطه إنّ الإمام أخو النبیّ محمّد إلی آخر الأبیات (انظر فی الفتوح لابن أعثم: 2 / 56 مع اختلاف یسیر فی اللفظ). قالت سودة: إی واللَّه، ما مثلی مَن رغب عن الحقّ أو اعتذر بالكذب. قال لها: فما حَملكِ علی ذلك؟ قالت: حبّ علیّ واتباع الحقّ. قال: فواللَّه ما أری علیك من أثر علیّ شیئاً؟ قالت: یا أمیر المؤمنین، مات الرأس وبُتِر الذنب، فدع عنك تذكار ما قد نُسی وإعادة ما مضی. قال: هیهات لیس مثل مقام أخیكِ یُنسی، وما لقیت من قومك وأخیك؟! قالت: صدقت واللَّه یا أمیر المؤمنین ماكان أخی خفیّ المَقام، ذلیل المكان، ولكن كما قالت الخنساء: وإنّ صخراً لتأتمّ الهداة به وباللَّه أسأل أمیر المؤمنین إعفائی ممّا استعفیت منه. قال: قد فعلت، فقولی ما حاجتكِ؟.... وقد أورد هذا البیت الجمحی فی طبقات فحول الشعراء: 174.
واتّخذ زوجاً سواها
لاتبالی من أتاها
ودون الّذی یبغی سیوف قواضب
یوم الطِعان وملتقی الاقران
واقصد لهند وابنها بهوان
عَلَم الهُدی ومنارة الإیمان
كأ نّه عَلَم فی رأسه نار